-A +A
رندا الشيخ
لطالما ارتبطت الأعياد بالخير والأمل والنهايات الجميلة. إنها مواسم فرح ننتظرها كل عام بترقب رغم معرفتنا بمواعيدها. نترقبها بسبب توقنا للسعادة وتعطشنا لتلك الاستراحة التي تمنحنا إياها بسخاء. فنحن فيها نترجم الحب الذي تختزنه قلوبنا إلى أفعال أجلناها لأشهر، فنصل القريب ونقرب البعيد ونحتفل مع من حولنا! نحتفل بجمال الحياة بفن وإتقان، فنسامح ونحسن وننسى، وكأننا نعزف لحنا تدربنا عليه لسنوات. لكن الأجمل من كل ذلك، أننا نقدر جدا تلك البهجة التي نعيشها خاصة حين نتأمل ونتذكر ونفكر!
نتأمل ضيوف الرحمن الذين كانوا يحلمون برحلة العمر هذه، وظلوا لسنوات طويلة يجمعون تكاليف هذه الفريضة، ويدعون الله تعالى أن يمد في أعمارهم كي يحققوا أمنيتهم بالعودة كما ولدتهم أمهاتهم!

ونتذكر الذين فرقت بيننا وبينهم الحياة، أصدقاء كانوا أو أقرباء أو زملاء دراسة ومعارف. فنحن كثيرا ما ننجرف دون قصد منا مع متطلبات الحياة وما يستلزمه منا الركض خلف أحلامنا والسعي وراء تحقيقها، فلا نتنبه للقطيعة التي تسببنا في حدوثها، ويأتي العيد ليذكرنا بهم!
وشيئا فشيئا نجد أنفسنا نفكر دون تخطيط فيمن حرموا لذة الفرح دون ذنب منهم، لظروف وجدوا أنفسهم يعيشونها، في اللحظة التي بدؤوا يدركون فيها أنهم مختلفون عنا في كل شيء!
لكن وبالرغم من كل ما قد مررنا به خلال عام شارف على وداعنا، لن ننسى ونحن نمارس إنسانيتنا بكل تفاصيلها بأننا محظوظون بحياتنا التي يتمناها الكثير، وظروفنا التي حرم منها الآلاف.. بل الملايين. وسنعد أنفسنا قبل غيرنا بأننا سنعمل دون كلل ونحقق تلك كل ما نسعى إليه، ونحتفل بإنجازاتنا.
عيد أضحى مبارك وكل عام وأنتم بخير.